أنتج باحثون يابانيون شاشةً تتكون من شبكةٍ نانوية فائقة الرقة والمرونة تقرأ ضربات قلب مرتديها وتعرضها. وتستخدم هذه الشبكة النانوية أقطابًا كهربائية مدمجة واتصالًا لاسلكيًا وتلتصق بجلد مرتديها وتسجل بياناته الصحية «مثل موجات تخطيط صدى القلب.» ثم ترسل البيانات التي جمعتها إلى الهاتف الذكي أو جهاز تخزين بيانات خارجي أو حتى إلى السحابة الإلكترونية.
وتعاونت مؤسسات صناعية وأكاديمية بقيادة تاكاو سوميا الأستاذ في كلية الهندسة في جامعة طوكيو لإنتاج هذه التقنية التي عُرِضَت يوم أمس الموافق 17 فبراير/شباط خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في مدينة أوستن في ولاية تكساس الأمريكية.
وطُوِرَت تطبيقات لأجهزة قابلة للارتداء تستطيع تسجيل العلامات الحيوية والبيانات الصحية الأخرى لمرتديها ومزامنتها مع أجهزتهم الذكية بصورة لحظية بفضل تطور تقنية أشباه الموصلات.
وأنتج الشاشة فريقٌ من الباحثين في اليابان، وفيها 16 × 24 من الثنائيات الدقيقة الباعثة للضوء والأسلاك المرنة وتلتصق بنسيجٍ مطاطي. ويمنحها تصميمها مرونةً كبيرة، إذ يمكنها التمدد إلى 45% من طولها الأصلي. وقال سوميا في بيانٍ صحافي «تظهر الشاشة رسومًا بسيطة عند الحركة. ويمكن تعديل شكلها بسهولة لأنها تتكون من مواد مرنة ورقيقة.»
تزداد الأجهزة القابلة للارتداء تطورًا «ويزداد تصميمها أناقةً» بمرور الوقت وتوالي إنتاجها، ويتضح ذلك في أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي القابلة للارتداء «التي يفترض البعض أنها قد تمكننا من قراءة الأفكار» والجهاز القابل للارتداء الذي منحنا أول فكرة حقيقية عن أنماط النوم لدى البشر، والبطاريات القابلة للانحناء التي قد تحسن الزرعات بصورةٍ كبيرة، والواقع أن هذه الأجهزة القابلة للارتداء تتيح للطب التقدم بخطوات واسعة.
ولا تتفوق هذه الشاشة كثيرًا على التقنيات الحالية من ناحية البيانات التي تراقبها وتقدمها، لكنها تتفوق في طبيعتها السلسة واتصالها مع الأجهزة الأخرى ما يجعل استخدامها سهلًا جدًا. ويستطيع المرضى الذين يحتاجون إلى مراقبة علاماتهم الحيوية باستمرار استخدام هذه التقنية لإرسال هذه المعلومات إلى أطباءهم باستمرار مباشرةً بطريقةٍ غير باضعة ودقيقة وسهلة.
وتوفر هذه التقنية حلًا مهمًا للمرضى غير القادرين على الحركة، إذ تمكّن القائمين على رعايتهم من مراقبة حالتهم الصحية بصورةٍ دقيقة ولحظية عن بعد، دون الحاجة إلى تحمل عناء الذهاب إلى المستشفيات. وستغير الأجهزة القابلة للارتداء الحياة بصورة كبيرة، أو تجعلها أكثر راحة على الأقل.