رغم العراقيل التي تسبب بها فيروس كورونا للصناعات حول العالم، إلا أن الباحثين في التكنولوجيا قدموا وعودا بتطويرات قد تغير كثيرا شكل الحياة، في عام 2022.
وتقول صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن “معرض الإلكترونيات CES الذي أقيم في لاس فيغاس، بولاية نيفادا الأميركية، قدم لمحة ممتازة عن التكنولوجيا التي ستشكل صورة العام الجديد، حتى مع انسحاب مشاركين كبار، مثل إنتل، وميتا (فيسبوك) وأمازون، بسبب تحديات انتشار فيروس كورونا.
وتنقل الصحيفة، عن كارولينا ميلانيسي، محللة التكنولوجيا في شركة الأبحاث Creative Strategies قولها إن التطورات التكنولوجية الكبيرة مثل الـ”ميتا فيرس (العالم الافتراضي)” والمركبات ذاتية القيادة دفعت الشركات لمحاولة دفع التطور مرحلة أبعد”.
سباق إلى “metaverse”
قد تكون شركة ميتا، التي تمتلك فيسبوك قد ولدت قدرا كبيرا من الضجة بإعلان عالمها metaverse – وهي مساحة مشتركة نظرية حيث يمكن للناس قضاء الوقت، التجول، وحتى البيع والشراء في الواقع الافتراضي – ولكن عمالقة التكنولوجيا الآخرين لن يكونوا بعيدين.
وتقول الصحيفة إن العام 2022 سيشهد سباقا في مجال الواقع الافتراضي، حيث تتصارع شركات التكنولوجيا الكبيرة من أجل حصص في ما يبدو سوقا ناشئة واعدة.
وتنقل الصحيفة عن، رالف إيلنبيرجير، وهو الرئيس لشركة صناعة برمجيات الواقع الافتراضي VRdirect إن شركات غوغل ومايكروسوفت وأبل قد عرضوا فعلا سماعات الرأس الخاصة بهم وأنظمة التشغيل المتوافقة مع metaverse، وما يعادلها لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.
كما أن شركات أصغر، مثل مجموعة Oculus VR تعمل على برامج وتقنيات ضمن بيئة العالم الافتراضي، بحسب الصحيفة.
وفيما يدفع الوباء مزيدا من الشركات لتحويل موظفيها إلى العمل من المنزل، فإن الواقع الافتراضي يبدو حلا ممتازا لخلق بيئة العمل من أي غرفة في المنزل، لكن هناك “طريقا طويلا على الأرجح يجب قطعه قبل أن يكون هذا ممكنا” بحسب الصحيفة.
المنزل الذكي
حاليا، توفر التكنولوجيا حلولا للمنازل الذكية، من المصابيح التي يمكن برمجتها حسب الوقت من اليوم، أو حسب الموجودين في المنزل، وأيضا يمكن أن يجد المتسوقون حزمة كاملة من الحلول، من الثلاجات التي ترسل إشعارات بنقصان الفواكه مثلا أو الحليب، إلى منظمات الحرارة التي تتحكم بها من الهاتف النقال.
ويكمن التحدي في جمع كل هذه الأجهزة ببرنامج واحد يمكن المستخدم مثلا من برمجة كل هذه الأجهزة لخدمة احتياجاته في وقت واحد.
وتقول الصحيفة، إنه لتحقيق ذلك تعاونت شركات كبرى مثل Apple و Amazon و Google و Samsung ، لتطوير معيار جديد للمنازل الذكية يسمى Matter، يهدف إلى التأكد من أن الأدوات المنزلية التي تشتريها في المستقبل قابلة للعمل جميعا بشكل جيد مع بعضها البعض، بغض النظر عمن صنعها أو المساعد الافتراضي الذي يشغلها.
وتسهم هذه الجهود بتخفيض التحدي الذي يأتي من اضطرار المستخدم لشراء جهاز من مصنّع معين، قد يكون لا يفضله، لمجرد أنه يتوافق مع المساعد الذكي في المنزل، مثل أليكسا من أمازون أو سيري من أبل.
السيارات الكهربائية
وحتى قبل بداية العام، كان الاتجاه نحو مزيد من السيارات الكهربائية واضحا، فيما تمكنت بعض الشركات، مثل Ford من طرح نماذج لشاحنات كهربائية متوسطة الحجم، وتمكنت شركات أخرى من طرح شاحنات كبيرة تعمل على الكهرباء، رغم إنها لم تدخل خط البيع بعد.
ويعتقد أن العام 2022 سيحمل حلولا وخيارات كبيرة ومتنوعة لتلاقي كل الأذواق والاحتياجات، ولن تكون السيارة الكهربائية، بحسب الصحيفة “خيارا يحتوي فقط سيارة سيدان من أربعة أبواب” ولكن ربما أيضا سيارات رياضية، وسيارات عائلية بسبعة مقاعد، وسيارات للطرق الوعرة أيضا.
الرقائق ستظل تحديا
وأدى النقص الكبير في تجهيز الرقائق الإليكترونية إلى تغيير الطريقة التي تقوم بها شركات صناعة السيارات بإنتاج سيارات جديدة، كما أدى إلى ارتفاع أسعار أجهزة التلفزيون وجعل المنتجات عالية الطلب، مثل بلاي ستيشن 5 من سوني شبه مستحيلة الشراء.
وتقول الصحيفة إنه، ولسوء الحظ، “كل الدلائل تشير إلى أننا ما زلنا لم نخرج من الغابة”.
ونقلت الصحيفة عن محللين تقنيين قولهم إن آثار النقص لن تبدأ في التلاشي على الأرجح حتى النصف الثاني من عام 2022، في أفضل سيناريو، لكن من الممكن أن الصناعات التي تعاني من النقص في الوقت الحالي لن تتعافى تماما حتى أوائل عام 2023.
وفي غضون ذلك، أعلنت شركات إنتل وسامسونج وشركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات عن خطط لبناء مصانع رقائق في الولايات المتحدة، مما سيؤدي تدريجيا إلى الاستقرار في سوق البلاد.
إصلاح الأجهزة سيكون أسهل
طوال أعوام، كان على مشتري أجهزة Apple مثلا الانتظار لأوقات طويلة في حال تعطلت أجهزتهم، أو القبول ببدائل من قطع الغيار غير المعتمدة والمصنعة في أماكن قد لا تلتزم بالتكنولوجيا التي توفرها الأجهزة الأصلية.
لكن الشركة ستقوم بطرح برنامج إصلاح الخدمة الذاتية في أوائل عام 2022، وستسمح هذه الخطوة للهواة المتحمسين بالوصول إلى قطع الغيار والخرائط ودليل الإصلاح للعمل iPhone وMac الخاصة بهم.
كما أعلنت Microsoft عن خطط لزيادة الخيارات المتاحة للمستهلكين لإصلاح أجهزتهم بحلول نهاية عام 2022. وفي الوقت نفسه، تقوم Dell بتجربة التصميم “الدائري”، بتصاميم تجعل من السهل إصلاح الجهاز أو ترقية مواصفاته.
تحليل البيانات.. من جسمك
بدأ الأطباء بالفعل في استخدام البيانات البيومترية التي توفرها أجهزة الهاتف النقال وساعات الرياضة لمنع وتشخيص وعلاج المشاكل الصحية.
ومع المزيد من الأجهزة الصحية القابلة للارتداء أصبح يمكن قياس أداء القلب والرئتين وجودة النوم والسعرات الحرارية وحتى كمية التعرق، في المنزل.
وفي عام 2022، سيمكن استخدام خاتم أو سوار لمعرفة الكثير عن حالة الدورة الدموية والقلب وضغط الدم على مدار اليوم، وتوفر هذه الأجهزة بيانات ممتازة، كانت في السابق تحتاج للدخول إلى المستشفى من أجل تجميعها.
وسيمكن، بحسب الصحيفة، ربط هذه البيانات بعيادات الأطباء الخاصين بكل شخص، من أجل منحهم صورة متكاملة عن أداء مرضاهم العضوي في كل دقيقة من اليوم ولفترات مستمرة.
الحرة / ترجمات – واشنطن