قال الرئيس التنفيذي لشركة “فيسبوك” مارك زوكربيرغ في خطاب له حول إعادة تنظيم القوانين المثيرة للجدل للشبكة الاجتماعية لتصبح أكثر أخلاقية، إن فيسبوك كان يمكن أن يمنع حرب العراق عام 2003 لو كان موجودا حينها.
ففي جامعة جورج تاون الخميس الماضي، ألقى الملياردير زوكربيرغ (34 عاما) خطابًا لمدة 45 دقيقة عرض فيه موقفه من حرية التعبير، ووقف ضد دعوات فرض قيود أكثر تشددًا على الشبكة الاجتماعية، وانتقد الاستبداد والرقابة في الصين.
حرب العراق
لكن أكثر ما جذب الانتباه ربط زوكربيرغ الغرض من إنشاء فيسبوك وتأثره بحرب العراق، وقال “عندما كنت في الكلية، كانت بلادنا قد دخلت لتوها الحرب في العراق.. كان المزاج العام في الحرم الجامعي غير مؤمن بالحرب.. شعرت وكأننا نتصرف دون سماع الكثير من وجهات النظر المهمة”.
وأضاف “أتذكر أنني شعرت أنه إذا كان لدى المزيد من الأشخاص منصة لتبادل خبراتهم، فربما كانت الأمور ستمضي على نحو مختلف.. لقد شكلت تلك السنوات المبكرة تفكيري بأن إعطاء صوت لكل شخص يؤدي إلى إعطاء القوة للمهمشين، ويدفع المجتمع إلى أن يكون أفضل بمرور الوقت”.
وفُهم حديث زوكربيرغ بأن إنشاءه فيسبوك عام 2004 كان مدفوعا برغبته في إعطاء الناس منصة للتعبير عن آرائهم تجاه رفض الحرب على العراق، وهو ما لم يذكره سابقا في أي من مقابلاته ولا حتى في الوثائق التي أرخت لتأسيس المنصة الأكثر شهرة حول العالم.
تاريخ غير مشرف
تتفق جميع المصادر على أن فكرة فيسبوك نشأت لدى زوكربيرغ عام 2003 أثناء وجوده في جامعة هارفارد، حيث أنشأ موقع ويب سيئ السمعة يتيح للمستخدمين تقييم الطلاب بحسب جاذبيتهم دون موافقتهم، ومن ثم عاقبه مجلس إدارة الكلية وتم إغلاق الموقع.
في الوقت نفسه، طُلب من زوكربيرغ العمل في هارفارد كونيكشن، وهي شبكة اجتماعية تركز على الطلاب في الكلية، ولكنه -بدون علم منشئيها التوأمين تايلر وكاميرون وينكليفوس وديفيا ناريندرا- أنشأ خدمته المنافسة الخاصة.
وحينها أخذوا زوكربيرغ إلى المحاكم حيث اعتبروها سرقة صارخة لفكرتهم، قبل أن يصل إلى تسوية بمنحهم 65 مليون دولار على شكل أموال وأسهم عام 2008.
كما أن زوكربيرغ في تلك الأيام الأولى كان يبدو واضحًا بشأن حقوق المستخدمين والمواد التي يشاركونها على فيسبوك. ففي الرسائل الأخرى التي تم تسريبها، وصف مستخدمي شبكته الاجتماعية بأنهم “أغبياء” لثقتهم به، وتركهم إياه يشارك بياناتهم الشخصية دون موافقتهم، ويقول “إذا كنت بحاجة إلى معلومات حول أي شخص في جامعة هارفارد.. فقط اسأل.. لدي أكثر من 4000 رسالة بريد إلكتروني وصور وعناوين”.
لم يتطرق خطاب زوكربيرغ لأي من هذا، وبدلا من ذلك تحدث -بمزيد من التفاؤل- كيف أثرت حرب العراق -على ما يبدو- في مقاربته لحرية التعبير.
ويقول “عندما يجب على الطلاب التعبير عمّن هم وما يهمهم، نظموا المزيد من الأحداث الاجتماعية، وبدؤوا المزيد من الأعمال، وتحدوا بعض الطرق الراسخة لفعل الأشياء في الحرم الجامعي.. لقد علمني ذلك حينها أن اهتمام العالم يركز على الأحداث الكبرى والمؤسسات، والقصة الأكبر هي أن معظم التقدم في حياتنا يأتي من الأشخاص العاديين الذين لديهم صوت أكبر”.
زوكربيرغ نسي
دفعت إعادة سرد هذه الأيام الوردية في فيسبوك إلى رد فعل سريع عبر الإنترنت، فوصفه مراسل موقع “ذي فيرج” كيسي نيوتن في عموده الشهير عن السياسة التقنية بأنه “خطأ تكتيكي ومغالطة للوقائع، حاول فيه زوكربيرغ إعادة ربط تأسيس فيسبوك بشكل محرج في قصة عن منح الطلاب صوتًا خلال حرب العراق”.
وأضاف “تشير جميع التقارير السابقة حول هذا الموضوع إلى أن الحقيقة كانت أكثر إزعاجًا، وأن بداية خطاب زوكربيرغ المخادعة تسببت في أن الكثير من الناس لم يكملوا بقية الخطاب”.
أما كاتب السيناريو دان هيرنانديز فقد علق مازحا على تويتر “شكرًا مارك زوكربيرغ على منحي موقعا إلكترونيا في الكلية حيث يمكنني التعبير عن مشاعري بشأن حرب العراق، ولكن الاستخدام الوحيد لفيسبوك كان لأولئك الذين استخدموا المنصة لمعرفة إن كانت الفتاة المثيرة في قاعة الدراسة لديها صديق أفضل مني.. أقول: يا للعار”.
المصدر : الجزيرة + مواقع الكترونية