قد يشعر الناس في جميع أنحاء العالم بالقلق نتيجة تصاعد التوترات النووية، ولكن يغفل معظم الناس عن حقيقة أن الهجمات السيبرانية قد تكون بنفس خطر الهجمات النووية.
حيث مع انسحاب الولايات المتحدة وروسيا من معاهدة الأسلحة النووية بالإضافة إلى التوترات في إيران وكوريا الشمالية يخشى البعض حدوث نزاع نووي جديد !
هذا التهديد خطير لكن هناك تهديد آخر قد يكون بنفس الخطورة وأقل وضوحاً للعامة.
حتى الآن، فأن معظم حوادث القرصنة والاختراق المعروفة حتى تلك المدعومة من قبل بعض الحكومات لم تفعل سوى القليل من سرقة البيانات.
ولكن لسوء الحظ فأن هناك بعض المتسللين الذين قاموا بوضع برامج ضارة داخل أنظمة الطاقة والمياه.
وقد اخترق الجيش الأمريكي أجهزة الكمبيوتر التي تتحكم في الأنظمة الكهربائية الروسية.
وهذه البرامج الضارة أصبحت جاهزة ومعدة للتشغيل في أي لحظة.
هجوم إلكتروني واسع النطاق
يتزايد القلق بشأن الهجمات السيبرانية وحرب المعلومات الجارية حالياً.
وأصبح العديد من خبراء الأمن السيبراني يحذرون من كارثة قريبة تسبب أضراراً جماعية بنفس قدر السلاح النووي.
على عكس السلاح النووي، الذي من شأنه تبخير الناس من على بعد مئات الكيلومترات، فإن عدد القتلى في معظم الهجمات الإلكترونية قد يكون أبطأ.
فقد يموت الناس بسبب حوادث السيارات أو بسبب الإحتباس الحراري ويمكن أن يحدث ذلك على مساحة واسعة مما يؤدي إلى الموت الجماعي بعض الأحيان.
الهجمات السيبرانية التي حدثت حول العالم في السنوات الأخيرة
في أوائل عام 2016 سيطر بعض المخترقون على محطة أمريكية لمعالجة مياه الشرب. وغيروا الخليط الكيميائي المستخدم لتنقية المياه.
فلو حدث هذا دون ملاحظة أحد كان قد يؤدي إلى حدوث حالات تسمم جماعية.
في أغسطس 2017 ، تعرض أحد المصانع السعودية للبتروكيمياويات للاختراق وحاولوا تفجير المعدات.
بعد بضعة أشهر فقط قام المتسللون بإغلاق أنظمة مراقبة خطوط أنابيب النفط والغاز في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وقد حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي من استهداف المتسللين للمنشآت النووية.
قد ينتج عن اختراق منشئة نووية تصريف مواد مشعة أو حتى انهيار المفاعل النووي بالكامل.
يمكن أن تسبب الهجمة الإلكترونية بحدث مماثل لما حصل في تشيرنوبيل.
والذي أسفر بوقتها عن مقتل 50 شخصاً وإجلاء 120 ألف شخص بسبب خطأ غير مقصود.
الدمار المؤكد
يقول Jeremy Straub أستاذ مساعد في علوم الكمبيوتر: “لا يهدف قلقي إلى التقليل من الآثار المدمرة التي تخلفها الهجمات النووية ، لكن، تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد وسائل حماية ضد الهجمات الإلكترونية مثلما توجد للهجمات النووية”.
على سبيل المثال ، تشير فكرة “التدمير المتبادل المؤكد” إلى أنه لا ينبغي لأي دولة إطلاق هجوم نووي على دولة أخرى مسلحة نووياً: فمن المحتمل أن يتم الكشف عن الإطلاق وستقوم بالمقابل الدولة المستهدفة بإطلاق هجوم نووي كذلك مما سيؤدي إلى دمار البلدين.
المهاجمون الإلكترونيون لديهم وسائل رادعة أقل بسبب سهولة إخفاء مصدر التوغل الرقمي.
كيفية تطور الهجمات السيبرانية إلى مستوى الهجمات النووية ؟
يقول Jeremy Straub أن هناك ثلاث سيناريوهات أساسية لكيفية تطور الهجوم السيبراني إلى الدرجة النووية.
يمكن أن تبدأ بشكل بسيط مثل قيام جهاز مخابرات دولة معينة بسرقة أو حذف بيانات عسكرية لدولة أخرى.
سيؤدي ذلك إلى جولات متتالية من الانتقام ويمكن أن تتوسع شدة الأضرار لتشمل المدنيين.
في حالة أخرى ، يمكن لدولة أو منظمة إرهابية أن تطلق هجوماً إلكترونياً مدمراً وعلى نطاق واسع يستهدف العديد من محطات الكهرباء أو منشآت معالجة المياه أو المنشآت الصناعية في وقت واحد.
وأكثر ما يثير القلق هو حدوثه عن طريق الخطأ. حيث دمرت الأخطاء البشرية والميكانيكية العالم خلال الحرب الباردة.
قد يحدث شيء مشابه في البرامج والأجهزة الخاصة بالمجال الرقمي.
الدفاع ضد الكارثة
مثلما لا توجد وسيلة للحماية الكاملة ضد أي هجوم نووي ، لا توجد سوى طرق لجعل الهجمات الإلكترونية المدمرة أقل احتمالًا.
الأول هو أن الحكومات والشركات وحتى الأفراد العاديين بحاجة إلى تأمين أنظمتهم لردع المتسللين.
ويجب أن تكون الأنظمة الحساسة أكثر أماناً مثل تلك الموجودة في شركات النقل والشركات التي تستخدم المواد الكيميائية الخطرة.
تقول الإحصائيات أن حوالي خمس الشركات التي تستخدم أجهزة الكمبيوتر للتحكم في الآلات الصناعية في الولايات المتحدة فقط تقوم بمراقبة أجهزتها للكشف عن الهجمات المحتملة.
بينما وجدت في إحصائيات أخرى أن ما يقرب من ثلاثة أرباع شركات الطاقة شهدت نوع من الاختراق في العام السابق.
إذا كان على العالم أن يوقف الهجمات الإلكترونية التي تكون بمستوى الهجمات النووية فسيكون الأمر متروكاً لكل شخص ولكل شركة وكل وكالة حكومية للعمل من أجل تأمين الأنظمة الحيوية لإنقاذ حياة الناس.
لمعرفة المزيد عن الهجمات السيبرانية وأسبابها من هنا.