عندما رأيت أن صفحة “نفس الصورة يومياً لراغب علامة” تخطت الـ100 ألف متابع على فيسبوك علمت فوراً أنه علي أن أقابل صاحب هذه الصفحة. أرسلت له “مرحبا” عبر فيسبوك مسنجر وعرّفت عن نفسي وجاء الرد سريعاً (وإيجابياً) شرط أن لا نتقابل شخصياً. احترمت رغبة الأدمن واتفقنا على اليوم التالي لإجراء المقابلة عبر الـ”شات”. الحياة بالفعل حلوة: تمنحك لحظات ولو بسيطة، (ولو نادرة) ولكنها لحظات تدرك أنك لن تنساها طوال عمرك – بالنسبة لي كانت تلك اللحظة هي التي رد علي أدمن الصفحة. هذا الشخص الذي في فبراير الـ2015 أنشأ صفحة وأسماها “نفس الصورة يومياً لراغب علامة” ووعد أن ينشر نفس الصورة يومياً لراغب علامة والتزم بوعده وكان وافياً – فمن يومها ويومياً حمل نفس الصورة على صفحته. لم يغب عن معجبيه يوماً: فكم منا التزم بوعد بشكل يومي وعلى مدى 3 سنوات متتالية؟
هنا كانت الصورة الأولى:
عرف عن نفسه بالقول لي أنه شاب “سواح” يجول العالم وعلى أنه تربى على أغاني راغب علامة. لا يرى أي أهمية بالاعتراف بمن هو ويفضل أن تبقى شخصيته مجهولة – الأمر الذي احترمته بشكل كبير لأن ما يفعله يومياً له صدى أقوى من مجرد إظهار نفسه. قال لي انه الأدمن الوحيد ولا يعمل مع أحد وأنه ما يقوم بنشر نفس الصورة يومياً منذ فبراير 2015 بدون إستعمال أي أدوات أو روبوتات. يلزم نفسه يومياً ورغم الإنشغالات اليومية أن ينشر الصورة لو مهما كان. يعتبر أن سر نجاح صفحته وحصوله على ألفي “لايك” لكل صورة مؤخراً، هو بإعتبار أن الصفحة غريبة، وتكسر بعض القواعد في عالم السوشيال ميديا ولأنه غير باقي الصفحات- رغم وجود بعض الصفحات الأجنبية المماثلة.
وعده بأن ينشر نفس الصورة يومياً يجعل من المستحيل أن يرد على التعليقات لإنه لا يريد أن يؤثر على هدف الصفحة، ولكنه يقول أن التعليقات التي ترده هي دافعه الأساسي للمثابرة. الكومنتس أو التعليقات بالنسبة له هي انعكاس حقيقي لما ترمز له الصفحة وهي مزيج ما بين حب الناس لراغب علامة، والحنين إلى زمن الـ”Golden Days” أذا أصح التعبير والمثابرة والصبر اليومي. عندما سألته عن سبب اختياره لصورة راغب علامة بالقميص الاخضر قال: “عندما كنت أجهز الصفحة بدأت بالبحث عن صوره وعلمت أن الجميع وخاصة الجيل الجديد يعرف راغب علامة اليوم ولكن معظمهم لا يعرفه في نشأته كفنان ولا يعرفون أن راغب علامة له تاريخ عريق وقديم. فكان خياري هذه الصورة لأنها توقظ مشاعر النوستالجيا الى الرترو اللبناني والبوز الخاص بالسوبرستار. فأعجبتني الصورة أول ما رأيتها – فعلى ما يبدو الجميع شاركني الرأي.”
سألته عن الـMemes أو الصور الساخرة/المضحكة التي يتم تعديلها لراغب علامة ويتم تحميلها على صفحته. فرد أن فعل معجبي الصفحة رائع لان الـ Memes مضحكة للغاية. لم يتخيل ابداً أن الناس ستعطي من وقتها هذا الكم بتعديل الصور وخلق نكت حول الصفحة.
يتذكر صاحب الصفحة انه في مرة قامت فتاة بطباعة الصورة وأخذتها معها الى حفلة غنائية لراغب علامة، ويذكر أيضاً أن شخص ما آخر قام بطباعة الصورة على قميصه، ما يدل أن للصفحة تأثير إيجابي على العالم. كما انني عرفت من الادمن أن هناك شخص يدعى رامي شورمي قام بالحديث عن صفحة “نفس الصورة يومياً لراغب علامة” في مشروع تخرجه تحت عنوان “تأثير صورة راغب علامة على مجتمعنا اليوم.” تواصلت مع رامي الذي أنكر الموضوع قائلاً أنه تم التلاعب بالـPhotoshop بمشروع تخرجه الحقيقي وتم وضع صورة راغب علامة الشهيرة. أعجبني الموضوع أكثر في الحقيقة، لأن معظم النكت أو الـMemes المنشورة على مواقع التواصل الإجتماعي أو الواتساب لا ترتكز على الواقع، ولكنها مضحكة، فلنسامحه.
أما عن راغب علامة نفسه، فيقول الأدمن أن “نجاح السوبرستار وحب الناس له هو ببساطة سبب قيامي بهذه الصفحة واختياري لصورته.” وعن أغاني راغب علامة المفضلة لصاحب الصفحة: “سهروني الليل”، “طب ليه”، “أنا مبهزرش” و”قلبي عاشقها.” أتفق معه.
كان لابد لي أن أستمع لتعليق راغب علامة نفسه، فتواصلت مع فريق عمله ولكن لم أقدر أن أحصل على رد رسمي من السوبرستار. سأحاول أن أتواصل معهم مجدداً، وسأقوم بإعلامكم. بكل صراحة، أتمنى الحصول على رد بالفيديو من راغب علامة فلابد لي أن أطرح عليه سؤالاً: ماذا يقول راغب علامة اليوم… الى راغب علامة في الصورة من الثمانينات؟
على فكرة، لأولئك الذين لم يعجبهم فكرة صفحة نفس الصورة..، دعوني أعرفكم على صفحة أخرى على فيسبوك بعنوان: نفس الصورة يومياً لراغب علامة بس بالعكس. اه… ما أجمل عالمنا.
في نهاية حديثي مع أدمن الصفحة، طلبت منه أن يتوجه برسالة للمعجبين فقال: “أنا أقرأ جميع التعليقات، وأضحك على جميع الـMemes والـInbox دائماً مفتوح لأي شخص للتواصل معي وطرح أي موضوع.”
أصيل. أستاذ. “لو اقولك اني بحبك… الحب شوية عليك.” الله يعطيك الصبر ويوفقك طول عمرك.
تواصلوا مع أمير على إنستغرام: AmeerDaou@
الروابط :
رابط صفحة نفس الصورة يومياً لراغب علامة
رابط صفحة نفس الصورة يومياً لراغب علامة بس بالعكس
جميع الحقوق محفوظة لموقع Vice.com والكاتب أمير ضو