شهدت فعاليات اليوم الثاني لـ “أسبوع جيتكس للتقنية” في دورته الـ 39، والدورة الرابعة لـ “جيتكس لنجوم المستقبل” مناقشات مكثفة من أبرز الخبراء حول دور التكنولوجيا في إحداث التغيير عالمياً، حيث قدّم المتحدثون نصائح ملهمة في هذا الصدد، بدءاً من خبير الاستدامة بنجامين ستيرن على منصة NXG، والإعلان عن شراكة مميزة بين هيئة أبوظبي الرقمية و”مايكروسوفت”.
اليوم الثاني لـ “جيتكس” يشهد مناقشات حول تأثير تقنية الجيل الخامس
استقطبت منصة المناقشات حول العد التنازلي للجيل الخامس واستعدادات الشركات لتبني هذه التقنية، المهتمين بهذا المجال، حيث شملت الجلسات كلمات وجلسات رئيسية، تحدث خلالها خبراء ومتخصصين في قطاع الاتصالات، منهم الدكتور محمد مدكور نائب الرئيس العالمي لتسويق وحلول الشبكات اللاسلكية في شركة “هواوي“، والذي ألقى الكلمة الرئيسية هذا الصباح.
وتناول مدكور الجانب الإنساني لتقنية الجيل الخامس، حيث قال في كلمته: “غالباً ما ننظر إلى الجيل الخامس بشكل منعزل عن باقي الجوانب، غير أننا علينا أن ننظر إلى هذه التقنية باعتبارها آلية مترابطة تمكّن الشركات والدول كافة وهي تمضي في مسيرتها نحو التحوّل الرقمي. علينا أن نتذكّر أن العنصر البشري هو القوة الدافعة وراء هذه التقنيات، والسؤال الذي لابد أن نطرحه على أنفسنا هو: كيف يتعين علينا جميعاً أن نستعد للمستقبل الذي نتطلع إلى العيش فيه؟”
من جانبه، أعطى فادي فرعون، رئيس شركة “إريكسون” الشرق الأوسط وأفريقيا، مثالاً حول كيفية استفادة الشركات والعلامات التجارية المختلفة من تقنية الجيل الخامس، قائلاً: “إن الاعتبارات الأساسية للاستفادة من القدرات الكاملة للجيل الخامس تكمن في اقتناص الفرصة للعوائد المادية المتأتية من هذه التقنية، وتحديد المشكلات التي تواجهها الصناعة، وتحقيق أقصى ميزة تنافسية من السوق، والاستثمار في نشر القدرات.”
وقد قامت كلٌ من شركتي “اتصالات” و“دو“ الرائدتين بمجال الاتصالات باستعراض الجانب المحلي لهذه التقنية، وذلك خلال إحدى جلسات النقاش والتي جاءت بعنوان: “تعقيدات تطبيق الجيل الخامس: فما التحديات؟”.
من جهته، تحدث حاتم بامطرف، الرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في “مجموعة اتصالات”، حول الفروقات الدقيقة التي تميّز كل دولة عن الأخرى فيما يتعلق بتطبيق الجيل الخامس وجاهزيتها لتثبيت الشبكات العاملة بهذه التقنية، وهو الأمر الذي يتطلب تطبيقه تدريجياً. وأوضح أن لكل سوق سمات اقتصادية وبنية تحتية فريدة تميزه عن بقية الأسواق الأخرى، وهو ما سيؤثر بدوره على عملية التطبيق في امتداد أسواق المنطقة.
إلى ذلك، قال سليم البلوشي، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة “دو”: “علينا أن نصبح أكثر كفاءة للطاقة، وفي هذا الصدد فإن التكنولوجيا المستدامة أمر مهم، ومن هنا لابد من تشجيع هذا التوجّه بدعم من الجهات التنظيمية وغيرها من اللاعبين الرئيسيين في الصناعة. ولهذا السبب علينا أن نستخدم المزيد من الطاقة الشمسية، على سبيل المثال، والحرص على إدارة أهداف الاستدامة بشكل أكثر صرامة.”
هيئة أبوظبي الرقمية تعلن عن شراكة مع مايكروسوفت
أعلنت هيئة أبوظبي الرقمية خلال أسبوع جيتكس للتقنية عن اختيار مجموعة من أدوات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت لتعزيز جهود التحول الرقمي بما في ذلك Dynamics 365 و Microsoft Power BI.
وقال سعادة سعيد الملا، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الحكومية في هيئة أبوظبي الرقمية: “ستتيح لنا الشراكة مع مايكروسوفت بناء منصة ذكية لخدمة العملاء تلبي طموحات قيادتنا الرشيدة الرامية إلى تبسيط وتحسين عملية تقديم الطلبات من قبل المواطنين والمقيمين في مختلف الجهات الحكومية بأبوظبي”.
وبدأت هيئة أبوظبي الرقمية، من خلال منصة “تم” التابعة لها، دمج أكثر من 1600 خدمة حكومية في 80 رحلة للمتعاملين بغرض تعزيز الكفاءة، مع وجود هدف نهائي يتمثل في زيادة سعادة المواطنين.
من جهته، قال سيد حشيش، مدير عام شركة مايكروسوفت في دولة الإمارات: “لدينا شراكة طويلة الأجل مع حكومة أبوظبي لتحقيق تطلعاتها المتمثلة في الارتقاء بالخدمات الإلكترونية لمستويات غير مسبوقة. ونحن نشارك القيادة في أبوظبي رؤيتها المتمثلة في تعزيز أمن وثقة المجتمع مع وجود اقتصاد تنافسي مستدام ومنفتح على العالم”.
“نوهبو” – شركة ناشئة لتحويل النفايات البلاستيكية إلى حاويات شامبو
وألقى بنجامين ستيرن، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “نوهبو”، وهي شركة ناشئة مبتكرة تسعى إلى تقليص النفايات البلاستيكية من خلال استخدام قطرات الشامبو المرطب بأقل نسبة هدر، كلمة بحضور عددٍ من الزائرين والشركات الناشئة والمستثمرين، ضمن منصة NXG في “جيتكس” تناول خلالها مسألة ريادة الأعمال، وسبب أهمية الشغف بالأعمال لنجاح أي شركة.
وأشار ستيرن إلى أنه كان مغرماً بقضية تقليص النفايات البلاستيكية منذ سن صغيرة، وذلك بعد مشاهدته فيلماً وثائقياً. وأضاف: “إن أحد أكبر تحدياتنا منذ البداية هو توعية الناس بشأن استخدام هذه المواد، وإيجاد الأساليب المُثلى لكي نجعل هذا الأمر توجّها رئيسياً. فما لا يعمله الناس هو أن هناك فرصاً هائلة يومياً لتغليف المنتجات البلاستيكية وتحويلها إلى حاوية. ففي الحقيقة، فإن كل مرة يتم خلالها استخدام أي منتج يمكن تحويله إلى حاوية.”
ورداً على سؤال من أحد الحضور حول التحديات التي تواجهها أي شركة ناشئة في مراحل تأسيسها الأولى، قال ستيرن: “لقد قمتُ في البداية بإطلاق مبادرة تتعلق ببدء التشغيل، لكنها لم تكن مجدية بالنسبة لي، ولا أنصح الآخرين بالقيام بالشئ نفسه. وأودّ أن أوجّه نصيحة، وهي: لا تقم بإطلاق منتج ما اعتماداً على التمويل الجماعي قبل أن يكون جاهزاً.” فقد واجهنا مشكلة في بيع منتجاتنا، إذ أننا واجهنا تحدياً فيما يتعلق بسلاسل التوريد، وتعلمتُ الكثير من الدروس بشأن المتابعة والإدارة.”
“طريقة عرض الفكرة هي جوهر نجاح الشركات الناشئة”: جوش كونستين، رئيس التحرير العام لمجلة “تك كرانش”
استناداً إلى خبرته الموسّعة في التحكيم لآلاف عروض الأفكار، كان جوش كونستين رئيس التحرير العام لمجلة “تك كرانش” أحد أبرز المتحدثين الذين حظوا بالترحيب على منصة المناقشات الرئيسية ضمن “جيتكس”.
وشدّد كونستين، الذي تتجاوز مقالاته 4 آلاف مقالة تناول خلالها منظومة الشركات الناشئة عالمياً، على أهمية قوة عملية طرح الأفكار، قائلاً: “لا بد أن يحظى كل فرد من أفراد أي شركة ناشئة بقدرة متميزة على السرد لإيصال الأفكار. فلابد أن تكون لديك قدرة الإقناع بما يمكّنك من جعل جمهورك يتصور ما لم يوجد بعد. فالقدرة على طرح الفكرة بطريقة مميزة هي الأساس الذي يقوم عليه نجاح الشركة الناشئة، كونها تضخ الدماء والمال في الشركة. فمن خلال سرد القصة على نحو بارع، سوف تتمكّن من جل التمويل لشركتك الناشئة، والتي لم تتأسس بعد. فلتحرص على أن تجعل عملاءك هم من يروّجون لفكرتك.”
وأشار كونستين إلى أنه كان من الأهمية بمكان التغطية الصحفية والانتشار الإعلامي، والذي يؤثر في نهاية المطاف على كافة الجوانب المتعلقة بالشركة الناشئة، بدءاً من التمويل حتى تعيين الكوادر والمبيعات، موضحاً أيضاً أن الحصول على دعم من كبار المستثمرين كان ميزة أساسية، وحث مؤسسي الشركات في الوقت نفسه على التوسع في الأنشطة بشكل عملي، وليس مجرد الثقة في ذلك، فضلاً عن التزام الواقعية حيال عددٍ من التحديات التي قد تواجه الشركات.
المدير المالي لواحة دبي للسيليكون: “بيئة الشركات الناشئة في أفضل حالاتها بدولة الإمارات”
فيما تواصل دولة الإمارات تحقيق تقدم ملحوظ نحو تحقيق منظومة ابتكار متكاملة والبناء على مبادرة 10X التي تهدف إلى جعل الإمارات واحدة من أكثر الدول تقدماً في التكنولوجيا على مستوى العالم، شارك ويليام شابل، المدير المالي ونائب الرئيس التنفيذي لسلطة واحة دبي للسيليكون نصيحته لرواد الأعمال المحليين في قطاع التكنولوجيا خلال أسبوع جيتكس للتقنية.
وقال شابل: “تحتاج الشركات الناشئة دائماً إلى وجود منظومة تساعدها على الازدهار. لقد شكل استحواذ ياهو على مكتوب محركاً رئيسياً لنشاط ريادة الأعمال في المنطقة، وجرى إعادة استثمار رأس المال المكتسب من صفقة التخارج مرةً أخرى في المنطقة لتأسيس شركات جديدة مبتكرة وتوفير وظائف تكنولوجية متطورة. وتشكل دولة الإمارات سوقاً واعداً للشركات الناشئة، حيث استغرقت الدولة فقط 15 عاماً لبناء منظومة متينة تنضوي على استثمارات وصفقات قوية. واليوم، تعد واحة دبي للسيليكون موطناً لأكثر من 800 شركة ناشئة يحمل مؤسسوها 70 جنسية مختلفة”.
وسلط شابل الضوء على أن دعم الشركات الناشئة في أفضل حالاته، وذلك بسبب رؤية الحكومة المتمثلة في ضمان امتلاك الشركات الناشئة للمقومات المناسبة التي تؤهلها لتحقيق النمو. ومع ذلك، فهناك حاجة إلى المزيد من الشركاء لدعم الشركات الناشئة في دولة الإمارات والمنطقة. ويتطلب تأسيس منظومة متكاملة وجود مزيج مناسب من المواهب ومشاركة من مختلف الجهات، ووجودمستثمرين في جميع المراحل والتكامل مع الجامعات. وقال شابل إن اجتماع كل هذه العوامل لن يحفز منظومة الشركات الناشئة الإقليمية ويدفعها إلى مستويات جديدة فحسب، لكنه سيقود أيضاً إلى ظهور تكنولوجيا محلية سيكون لها تأثير اقتصادي على نطاق واسع.