تصدر اسم جاك ما وسائل الإعلام العالمية من جديد، بعد أن قرر الرجل التنحي عن منصبه كرئيس تنفيذي لإمبراطورية التجارة الإلكترونية (علي بابا) عشية احتفاله بعيد ميلاده الـ 54وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وكان جاك قد ألمح في مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ” يوم الجمعة الماضي إلى عزمه التقاعد، من منصبه رئيسا لمجلس إدارة عملاق التجارة الإلكترونية الصيني ، ليخصص وقته للأعمال الخيرية مع تركيز على مجال التعليم.
ووفقا لـ تصريحات “ما” فإنه يريد أن يتبع خطى مؤسس شركة “مايكروسوفت” بيل غيتس، أحد أهم الاشخاص الذين كرسوا حياتهم للأعمال الخيرية في العالم.
وقال إن “هناك الكثير من الأمور التي يمكن أن أتعلمها من بيل غيتس. لن أتمكن من تحقيق ثروته لكن شيئا أستطيع أن افعله بشكل أفضل هو التقاعد المبكر”.
في حين ذكرت مجموعة علي بابا الصينية العملاقة للتجارة الالكترونية في صحيفة الأحد أن مؤسس المجموعة ورئيسها التنفيذي جاك ما سيعلن الاثنين الاجراءات المقررة لخلافته ولكنه لن يتقاعد فورا من عمله.
ونفت صحيفة “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” التي تملكها مجموعة علي بابا، الأنباء التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الجمعة حول تخلي جاك عن مهامه.
جاك ما ينتمي إلى جيل من المقاولين أصحاب المليارات الذين حققوا ثروتهم فيما كانت الصين تستعد للعصر الرقمي، وأسسوا عددا من أكبر الشركات وأكثرها نجاحا في فترة تزيد بقليل عن العقد.
وارتفعت ثروته مع ثروة الشركة التي قدرت ب420,8 مليار دولار بحسب سعر السهم عند اغلاق البورصة الجمعة. فيما يعد ثالث أغلى رجل في الصين وفقاً لقائمة فوربس لأغنياء الصين عام 2017.وتبلغ ثروته40 مليار دولار. كما يحتل الرتبة 20 في قائمة أغنياء العالم وفق تصنيف فوربس.
وعلى خطى بيل غيتس قرر جاك السير والتفرغ إلى الأعمال الخيرية. ففي عام 2000 أنشأ بيل ثاني أغنى رجل في العالم بعد جيف بيزوس حسب تصنيف فوربس لأثرياء العالم مع زوجته ميلندا “مؤسسة بيل وميلندا غيتس” والتي تُعنى بالأعمال الخيرية ليبدأ بيل غيتس بالتفرغ شيئاً فشيئاً لمتابعة أعمال هذه المؤسسة وبالتنحي عن مناصبه العليا في “مايكروسوفت” تدريجياً، حيث تنحى بيل غيتس عن منصبه كرئيس لمجلس إدارة مايكروسوفت ليشغل منصب مستشار تقني فيها عام 2014
استمر بيل بتخصيص المزيد من وقته وجهده لمؤسسة بيل وميلندا وتوسعت نشاطات المؤسسة الخيرية بشكل هائل لتقدم مساعدات في مجالات تطوير التعليم والصحة والمنح الدراسية وتكريماً لأهمية الخدمات المقدمة من هذه المؤسسة الخيرية قدّم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لبيل غيتس وزوجته ميلندا “ميدالية الحرية”.
عمل جاك ما مدرسا للغة الانكليزية قبل تأسيس علي بابا في 1999 والنمو بها لتصبح عملاقا في التجارة الالكترونية بمليارات الدولارات، جعلته من الأكثر ثراء في العالم وشخصية تحظى بالاحترام في الصين.
ابتدأ مشروع علي بابا بـ 60 ألف دولار أمريكي في حين تقدر قيمة الشركة حاليا بأكثر من 400 مليار دولار، وتقدم خدمات البيع عبر الإنترنت، وإنتاج الأفلام، والحوسبة السحابية الافتراضية. وتصنف في الرتبة 81 ضمن قائمة الشركات العالمية وفق لتصنيف فوربس.
وتشير بيانات موقع علي بابا إلى أن مبيعاتها في العام الماضي فاقت قيمتها 750 مليار دولار، وهو ما يوازي الناتج المحلي الإجمالي لعشرات الدول من الحجم المتوسط.
ويكفي الإشارة إلى أن مبيعات موقع علي بابا في مهرجان التخفيضات السنوي الذي يعرف بيوم العزاب المصادف ليوم 11 نوفمبر من كل عام، بلغت 25.4 مليار دولار لتقفز مرة أخرى إلى مستويات قياسية تتوج الحدث كأكبر مهرجان للتسوق في العالم.