نعم، ما قرأته في العنوان صحيح مئة بالمئة!، لدى الحكومة الصينية نظام تقييم للمواطنين، حيث يقوم هذا النظام بزيادة نقاط التقييم او انقاصها، حسب تصرفات المواطن من عدة نواحي، مثل وجود مخالفات سير او غيرها، دفع الفواتير في الوقت المحدد ام لا، التسبب في مشاكل او الضلوع في اي نوع من انواع الشجار، اخفاء معلومات عن الدولة، وجود اي تاريخ من الجرائم او عدمه، التحدث عن الحكومة وسياساتها ورموزها بطريقة سيئة ام لا، التورط بعمليات ارهابية او معرفة معلومات عن اشخاص او منظمات ارهابية وعدم الادلاء بهذه المعلومات للدول، كل النواحي تؤثر على تقييم المواطن، وكلما كان التقييم سيء، كلما زادت العقوبات وزادت صعوبة الحياة لدرجة منع المواطن من ركوب الباص!
حالياً، تفكر الحكومة بتوسيع نطاق العقوبات ليشمل كل من الطائرات وسفن النقل البحري وذلك سعياً لتقليل الازدحامات الخانقة التي تحصل في الصين بسبب الكثافة السكانية العالية، علما ان العدد التقديري للسكان الذين سوف يخضعون الى هذه العقوبات يفوق٧ مليون شخص مهدد بفقد حرية التنقل، ويتم كل ذلك بواسطة نظام انشأته الدولة الصينية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، مدعم بمئات آلاف كاميرات المراقبة ولوغارتميات التعرف على الوجه وانظمة مراقبة الاتصالات بجميع انواعها، لدرجة ان هنالك قانون في الصين ينص على ان اي تطبيق محادثة سوآءا كان نصي او صوتي او فيديو، يجب ان تكون خوادم هذه التطبيقات موجودة على ارض الصين وخاضعة لرقابة الدلة الصينية في جميع الاوقات، اذا لم تتوفر هذه الشروط فان التطبيق ممنوع من الاستعمال داخل الصين واي شخص يستخدمه فيعتبر خرق لقانون الدولة ويستحق العقاب حسب رأي الحكومة الصينية.
درجة تعقيد نظام المراقبة في الصين تصل الى حد لا يمكن تخيله، حيث من المعتقد ان اي شخص داخل الصين قد قال كلمات معينة محددة مسبقاً من الدولة على اي وسيلة من وسائل الاتصالات فإن بإمكان الحكومة الصينية تحديد موقع الشخص والقاء القبض عليه خلال اقل من ١٢ دقيقة !!