خاض مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك رسميًا يوم أمس الثلاثاء تحديًا حقيقيًا أثناء تقديم شهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي في جلسة استماع للجنة مشتركة هاجمه فيها ما يقرب من نصف أعضاء مجلس الشيوخ بأسئلة محرجة حول قدرة فيسبوك على حماية البيانات الشخصية للأمريكيين وعن التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية.
شهادة مؤسس فيسبوك أمام مجلس الشيوخ الأمريكي.. الملخص وأبرز العناوين الرئيسية وما جاء فيها :
لن يلتزم زوكربيرغ باقتراح سابق يفرض على فيسبوك السماح أتوماتيكيًا للمستخدمين بـ “إيقاف” جمع بياناتهم أو مشاركتها. وفي الوقت الراهن، يتوجب على المستخدمين اختيار إعدادات الخصوصية يدويًا وبالتحديد تلك التي تمنع مشاركة بياناتهم.
قال زوكربيرغ إن مسؤولي فيسبوك يعملون مع المدّعي الخاص روبرت مولر الذي يتولى عملية التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٦، إلا أن زوكربيرغ لم يدلي بأي تفاصيل عن ذلك التعاون مع مولر وقال إن ذلك يخضع لأعلى درجات السرية.
قال زوكربيرغ إنه لم يمكن مرتاحًا لمشاركة معلوماته الشخصية في جلسة استماع لمجلس الشيوخ تبث على الهواء مباشرة، وجاء ذلك لدى تلقيه سؤال حول اسم الفندق الذي أقام فيه قبل يوم من جلسة الاستماع، وعن الأشخاص الذين تواصل معهم خلال الأسبوع، وكان شديد الحساسية حول ذلك.
لم يتمكن زوكربيرج من الإجابة عن العديد من الأسئلة حول الطريقة التي ستتبعها فيسبوك لإيقاف التدخل الأجنبي في الانتخابات الأمريكية، وعن مدى استخدام الروس للفيسبوك للتأثير على الانتخابات الرئاسية عام 2016. وقال إن فيسبوك تتعهد بالتحقق من الآن فصاعدًا من هوية المجموعات أو الجهات السياسية التي تجري حملة إعلانية على فيسبوك. ولكن مع التعمق في طرح المزيد من الأسئلة حول الآلية الدقيقة للقيام بذلك فإن زوكربيرغ لم يكن لديه إجابة واضحة. وعلاوة على ذلك لم يكن مارك قادرًا على الإجابة عن الصلة بين الشركة التي لها صلة مع الروس – والتي اشترت الإعلانات في الانتخابات الرئاسية وبين شركة كامبريدج أناليتيكا – وهي شركة متخصصة في استقصاء وجمع البيانات والتي وصلت بشكل غير مناسب إلى البيانات الخاصة بحوالي ٨٧ مليون مستخدم لفيسبوك.
أفضل طارح للأسئلة خلال جلسة يوم الثلاثاء كان السيناتور ريتشارد بلومنتال الذي بدا وكأنه وضع زوكربيرج في الزاوية عندما سأله عن شروط الخدمة التي وافق عليها فيسبوك عندما سمح لألكسندار كوغان – وهو فنان ومطرب روسي متورط في فضيحة كامبردج أناليتيكا – بتحميل بيانات مستخدمي فيسبوك عبر تطبيق قام هو بتطويره. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الفنان الروسي كوغان وتطبيقه كانا محور تسريب البيانات، حيث قام ببيع بيانات مستخدمي فيسبوك التي حصلها عليها عبر التطبيق إلى شركة كامبريدج أناليتيكا التي استخدمت من قبل حملة ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام ٢٠١٦. وقال مسؤولو فيسبوك إن بيع تلك البيانات غير قانوني وغير مسموح به، إلا أن السيناتور بلومينثال عرض ملصقًا فاضحًا يوضح بنود وشروط الخدمة الخاصة بالفنان الروسي كوغان والتي تنص على إمكانية استخدام البيانات لأغراض تجارية. ورد زوكربيرغ على السؤال بأنه لم يطلع على شروط الخدمة، وأن فريق التطبيقات كان مسؤولًا عن مراجعته. وقال زوكربيرغ أن أحدًا من هذا الفريق لم يفصل من العمل بسبب هذا الأمر بالتحديد.
قام العديد من المشرعين بإلقاء الأسئلة “الناعمة” أي غير الهجومية على زوكربيرغ ، لكن السيناتور أورين هاتش بدا أكثرهم مساعدة للرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك في تقديم قضيته. وبدا هاتش وكأنه يلوم زملائه في مجلس الشيوخ لقوله إنهم “صُدموا وصُدموا” لأن شركات مثل فيسبوك تستخدم بيانات الأمريكيين لبيع الإعلانات: “لا شيء في الحياة مجّاني، وهذه المواقع الرائعة التي لا تفرض رسومًا مقابل الوصول إليها، وتحصل على العائد بطريقة أخرى. ولا يوجد شيء خاطئ في هذا الأمر، طالما أنهم يتحدثون ويفصحون عما يفعلونه”.